القائمة الرئيسية |
|
|
البحث |
|
|
القائمة البريدية |
|
|
عدد الزوار |
|
|
|
تنوير وتحذير لعامة المسلمين من الحزبيين
|
|
المقال |
|
|
|
| تنوير وتحذير لعامة المسلمين من الحزبيين 3821 زائر 09-04-2012 د / صبري عبد المجيد | تنوير وتحذير لعامة المسلمين من الحزبيين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى الأمين، وبعد : فهذه رسالة عاجلة لعامة المسلمين، أردت بها التحذير من الوقوع في شباك الحزبيين، وتفرقة المسلمين، وتشتيت شملهم، ومخالفة رب العالمين، وهدي النبي صلى الله عليه وسلم. 1- إن ديننا طريق واحد لا ثاني له، وهو المتمثل في القرآن كلام الله حقيقة – من غير تشبيه ولا تعطيل- وقول النبي صلى الله عليه وسلم -وفعله وإقراره، وقول وفعل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، والقرآن لا يُفهم إلا بمثله، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم، وقول الصحابة والتابعين الآخذين عنهم، وكذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم لا تُفهم إلا بمثلها، وبقول وفعل الصحابة رضي الله عنهم، واللغة العربية خادمة في طريق الفهم والتلقي الصحيح، قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (هود:112)، وقال : { ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } (الجاثية : 18)، وقال ابن مسعود : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا ثُمَّ قَالَ « هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطاً عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ - ثُمَّ قَالَ - هَذِهِ سُبُلٌ ( مُتَفَرِّقَةٌ) عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ». ثُمَّ قَرَأَ :{وَأَنَّ هَذَا صراطي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }. (صحيح بطرقه). وفي حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قال له النبي صلى الله عليه وسلم "قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ" (رَوَاهُ مُسلِمٌ). والاستقامة: كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين كله، وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والإخلاص والوفاء بالعهد، فهي تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات. واعلم أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين هم لسان حال ومقال النبي صلى الله عليه وسلم، فهم قدوتنا خلف النبي صلى الله عليه وسلم في العقيدة والعبادة والمعاملة والآداب والأخلاق وكل شيء. قال ابن عمر رضي الله عنه: " إِنَّ الله بَعَثَ إِلَيْنَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم وَلاَ نَعْلَمُ شَيْئًا فَإِنَّمَا نَفْعَلُ كَمَا رَأَيْنَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ " (حسن)، ومثله حذيفة وأبو هريرة وغيرهم، ولذا فهم حجة عند أهل السنة والجماعة قاطبة، منهم الأئمة الأربعة المشهورون، فلا يُلتفت إلى شذوذ بعض المتكلمين في ذلك. احفظ هذا فإنه مهم في أيامنا هذه وتسلم. 2- قال صلى الله عليه وسلم :" « سيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أُناس من أمتي كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ يحدثونكم بأَحَادِيثِ (ببدع من الأحاديث) بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لاَ يَفْتِنُونَكُمْ ولاَ يُضِلُّونَكُمْ ».(حسن من حديث أبي هريرة، مقدمة مسلم، وأحمد وغيرهما). أولئك شياطين في جسمان إنس على سبل متفرقة عن الخط المستقيم يدعون إلى خلافه من وجه أو من وجوه، وهم يحسبون أنهم على حق يحسنون صنعًا، وليس كذلك !!، ولذا نراه صلى الله عليه وسلم قد حذر من الافتراق فقال صلى الله عليه وسلم:" افترقت اليهود والنصارى...وستفترق هذه الأمة (أمتي) إلى...كلها في النار إلا واحدة (وهي الجماعة) وهي الفرقة الناجية (ما أنا عليه وأصحابي)". (صحيح بطرقه وشواهده). وإلى هذه إشارة في سورة آل عمران(105). 3- فَشَرْعِنَا طريقه واحد لا ثاني له ولا اختلاف فيه، ولا شقاق إلى من طريق من ضل فشق العصا وافترق وتحزب، فمن اختلف فيه، وكانوا شيعًا وأحزابًا أي فرقًا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات، فإن الله قد برأ رسوله صلى الله عليه وسلم مما هم فيه فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (الأنعام:159). إن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه بريء ممن فارق دينه الحق وفرَّقه، وكانوا فرقًا فيه وأحزابًا وشيعًا، وأنه ليس منهم، ولا هم منه... فكل متحنِّف، مبتدع قد ابتدع في الدين ما ضلّ به عن الصراط المستقيم (وهو المتمثل في القرآن والسنة بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين الآخذين عنهم رضي الله عنهم ) فهو بريء من محمد صلى الله عليه وسلم، ومحمد منه بريء، وهو داخل في عموم قوله المذكور انظر: تفسير الطبري المتوفى:310هـ. ونهى سبحانه أن تكون هذه الأمة كالأمم الماضية في افتراقهم واختلافهم، فقال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105).، وقال: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم32:31). ذلك لأن الذي يتحزب ويتشيع يفترق غالبًا بمستحدث مخالف لمنهج أهل الحق أهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية. وبالجملة، فالآيات فيها: 1- النهي عن مشابهة أهل الكتاب (اليهود والنصارى) في الاختلاف والتفرق والتحزب، وقد جاءت البينات من الله تعالى لمنع ذلك، فَضَرَبُوا بها عرض الحائط وأبوا إلا الاختلاف والتحزب والتشيع والتفرق. ولْنَحْذَر التحذير والتخويف من الملك العزيز الجبار بقوله: {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، وهو القائل سبحانه: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}، والقائل: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ}. 2- فيها الأمر بلزوم الجماعة، أهل الحق المتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبما كان عليه الصدر الأول من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في قديم الدهر وحديثه، وهم الفرقة الناجية. 3- أن التحزب والتشيع والتفرق من طرق الهلاك للأمة، والشيء بنظيره يُذكر للعقلاء فقط {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ...}. 4- أن دين الله تعالى الذي ارتضاه لعباده طريقه واحد لا ثاني له، تفرقه وتشتته الأحزاب، ذلك لأن كل حزب بما لديهم فرحون مسرورون معجبون، وعنه يدافعون، وفيه يوالون ويعادون ويبغضون . 5- أن التحزب والتشيع تفرُّق من سمات المشركين نهى عنه دين الإسلام وحذر منه، فمن دعا إليه فقد دعا إلى ضلالة، وكل ضلالة في النار بنص كلام النبي صلى الله عليه وسلم. 6- أن كل من ابتدع وجاء بما لم يأمر الله تعالى به فقد فرَّق دينه، وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض، فهم شيع وأحزاب. - ولاؤهم وبراءتهم للحزب في المنشط والمكره . - انقيادهم وامتثالهم لتعاليم الحزب مطلقًا، وليس لغيره. - تقديس قيادات الحزب مطلقًا، لاسيما الأحزاب التي ترجع إلى جماعات ترتكز على البيعة والتقية !!!. ولذا قال تعالى: {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} فأوجب براءته منهم، ويوم القيامة يُدفعون ويُبعدون عن حوضه الشريف صلى الله عليه وسلم، ويقال لهم: سحقًا سحقًا، بعدًا بعدًا، ذلك لما أحدثوه في دينه صلى الله عليه وسلم بعده، وهو القائل: « مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ » (متفق عليه). هذا كلام الله تعالى في الأحزاب وأهلها، فليحفظه وليمتثله المسلم الغيور على دينه. وهذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم: « لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ ». قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ «فَمَنْ». (متفق عليه من حديث أبي سعيد الخدري). فهذا الخبر جمع بين الإخبار والإنكار، أخبر بحال الضالين المتمردين قديمًا وحديثًا، وأنهم قد اغترُّوا بسبل ودعاوى الكافرين اليهود والنصارى بين دعوى الديمقراطية وحرية الرأي والعدالة الاجتماعية، وغير ذلك وكذب وضلال ولف ودوران، حتى أوقعوهم في الضلال، ومخالفة شرع العزيز الجبار، ولذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا المسلك بالاستفهام الإنكاري، أي: فمن غير أولئك القوم؟ فطريق الأحزاب من صناعة أهل الكفر والإلحاد الذين اجتمعوا على كلمة واحدة سواء: "دمروا الإسلام، أبيدوا أهله " . فاحذر أيها المسلم قول القائل: فقه الواقع، وهذا غير موجود عند السالفين، ونترك البرلمان لمين، ونترك الساحة لمين ...ونحو ذلك مما تسمعه من مشايخ الإعلام والفضائيات وغيرهم. فهذا جهل بالدين ومكر وخداع؛ لأنهم أصحاب هوى خالفوا طريق السالفين الصالحين أهل السنة والجماعة، وانتحلوا فكر الخوارج والمعتزلة بجهل أو عمد !!. فاعرف الحق - أيها المسلم - تعرف أهله، وإلا فأنت تائه حيران قد تضل وقد تسلم حسبما مجالستك لمن تجالس: « إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ... » (صحيح البخاري ). ألا ترى النبي صلى الله عليه وسلم قد مثَّل بالشبر والذراع والباع (كما في حديث أبي هريرة من وجه حسن) وجحر الضب ليؤكد على التبعية العمياء من الضال عن طريق الهدى طريق أهل السنة والجماعة، فجرى يلهث وراء كل نداء ودعوة من الكافرين، فضلَّ وأضلَّ، وفسد وأفسد، وضاع وضيَّع، والله سميع بصير!!. أحذر ثانية من قولهم "فقه الواقع" الذي ضربوا به النصوص؛ لأنها لا تمشي مع الطقوس ولا مع العصر المحروس والعقل المنحوس، ولو كانوا على علم لاجتهدوا في تخريجها وإعمالها، لكن لما فشلوا لفقرهم العلمي أطاحوا بها، وهذا هو تحكيم العقل في النص، وهو طريق الخوارج والمعتزلة من الفرق الضالة عن سبيل الحق أهل السنة والجماعة، وهو دعوة العلمانيين اليوم: العصر البائد لا يصلح لعصرنا، يجب أن نفهم الدين بما يتماشى مع المدنية والحضارة، تجديد الخطاب الديني...وغير ذلك، وهذا كله طعن في الدين علموه أو جهلوه . قال صلى الله عليه وسلم: " كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ يحدثونكم بأَحَادِيثِ (ببدع من الأحاديث) بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لاَ يَفْتِنُونَكُمْ ولاَ يُضِلُّونَكُمْ" أي بلحنهم في قولهم وزخرفته لكم بطريق أو بآخر للوقيعة بكم. فخلاصة القول: 1- أن الأحزاب صناعة اليهود والنصارى وأهل الهوى والضلال، فهي محظورة في دين الإسلام. 2- أن الأحزاب تفرقة وتشتيت للأمة، فرَّق الاستعمار الكافر شمل الخلافة الإسلامية إلى دويلات، وها هم اليوم باستعمارهم الحديث يفرقون الدويلة إلى أحزاب، كل حزب بما لديهم فرحون . 3- أن الأحزاب قائمة على مبدأ المعارضة لأولي الأمر، ولن تجتمع الأحزاب على مبدأ أبدًا، فقد تراهم جميعًا بأجسادهم وقلوبهم شتى، { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} و " قُلْ صَدَقَ اللَّهُ"، ورُوي من وجه ضعيف "إن نبيكم صلى الله عليه وسلم برئ ممن فرق دينه وتحزَّب". اعلم - أيها المسلم- أن العلاقة بين ولاة الأمور والرعية قائمة على السمع والطاعة في طاعتهم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنما الطاعة في المعروف، ولكن لا يجوز الخروج عليهم بالمعصية وأسبابها، وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة قاطبة، ولا عبرة ولا كرامة بقول الخوارج والمعتزلة في ذلك، فهم دعاة الخروج على ولاة الأمور الجائرين متجاهلين وضاربين هدي النبي صلى الله عليه وسلم بتحكيم العقل المنحوس في النصوص. قال صلى الله عليه وسلم:" أَلاَ مَنْ وَلِىَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " (رواه مسلم). وقال:" مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً" (رواه مسلم). وقال:" إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: « أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا اللَّهَ حَقَّكُمْ" (متفق عليه). فهذه من جملة النصوص التي تضرب الأحزاب في مقتل؛ لأنها ترشد إلى الائتلاف مع ولاة الأمور على قاعدة قوله صلى الله عليه وسلم:" الدين النصيحة ...ومنها: ولأئمة المسلمين ..." (متفق عليه). وتحذر من الانقسام والتحزب والتشيع والمعارضة لولاة الأمور. اقرأها ثانية بتأمل وتدبر تعرف عظمة الإسلام، وتعرف أين الخلل في القوم!! وسيأتيك قريبًا إن شاء الله " كشف العوار في المنتحلين فكر الخوارج والمعتزلة الأشرار ". نداء للمجلس الأعلى، ولمن يأتي بعده: تعرَّفوا على عظمة الإسلام في العلاقة بين ولي الأمر ورعيته، اطلبوها وابحثوا عنها، اسألوا عن الفرق التي شذت عن طريق الحق، تعرَّفوا أفكار القوم اليوم من أين نشأت، وإلى من تنتمي. احذروا الولاء لليهود والأمريكان والإنجليز وغيرهم؛ فإنهم على أفجر قلب رجل واحد، لا يريدون لكم ولا ببلدكم ولا بأمتكم خيرًا، لا يأتون بخير أبدًا، وإن كان أحيانًا فهو على طريقة الشياطين يأتون بخير واحد وبتسعة وتسعين كذبة ومفسدة، درسوا تحذيرات الإسلام لأهله وأخذوا يسلكوها بطرق ترغيبية ملتوية للوقيعة بالأمة وقيادتها، ومن ذلك أكذوبة الأحزاب بدعوى الديمقراطية وحرية الرأي والعدالة الاجتماعية... ونحو ذلك، بما في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب، فدنسوا علاقة الولاء والإلف بين ولي الأمر المسلم ورعيته. ألا أفيقوا من غفوتكم أيها السادة حفظكم الله وحفظ بكم البلاد والعباد. أيها المسلم: هل تعلم أن قانون الأحزاب المخرب للبلاد والعباد ينص على منع إقامة أحزاب على أساس ديني أو جغرافي على التمييز بين المواطنين بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة، وأن مخالفة هذا البند يُشطب الحزب ويُلغى. أرأيت هذا الحلول والاتحاد؟!! وبهذا الإقرار من مؤسسي الحزب يكونوا قد وافقوا على إخماد النشاط الديني في مجالاته، بل هو محظور، وإلا شُطب الحزب من قائمة الأحزاب!! فكيف تسمح بعد ذلك للحزبيين أن يتلاعبوا بك بشعارهم الخداع كقولهم (يؤمن الحزب بالمرجعية العليا للشريعة الإسلامية كنظام عام)، وآخر (الحزب يستمد إلهاماته من الشريعة الإسلامية)، وآخر (حزب التغيير الشامل من منظور إسلامي). والمقصود أن الكل يدندن حول شعار إسلامي، لعلمه بإلف المسلم لهذا الشعار، وما هو إلا تغرير ووقيعة وخديعة لما سبق ذكره. وقد تتغير طرق المكر والخداع للوقيعة بالبلاد وقيادتها، فيقولون (لا مانع من إقامة الحزب على أساس ديني وعقدي) وهنا ننتظر خراب الديار؛ لأن شعار المسلم وقتئذ ليس بأوْلى من شعار النصراني، ولا من شعار الرافضي، ولا البهائي، ولا من شعار القرآني، ولا من شعار عبدة الشيطان، ولا من شعار عبدة الشمس ...إلخ . أرأيت أخي المسلم عظمة الإسلام لما حذر من التحزب والتشيع والتفرق لما يترتب على ذلك من تخريب العلاقة بين ولاة الأمور والرعية، والنتيجة هي ضياع العباد والبلاد. أرأيت خريطة التغيير لمصر وأهلها، ولكن أرباب الأحزاب والجماعات المخالفة لأصول أهل السنة والجماعة مصابون بخلل في العصب البصري، ولذا وقعوا في شباك الخدعة والوقيعة، ولعل هذا من شؤم الإصرار على مخالفتهم لمنهج السلف الصالح القائم على القرآن وصحيح الأخبار، وهذه مصيبة ومفسدة ليس ورائها مفسدة، إلا أن يرجعوا سريعًا معترفين بالخطأ وليحذروا الكبر، فإن العار خير من النار. وإن سألت عن المخرج، فترقب قريبًا كتاب (كشف العوار) وإن سألت عما ينشرونه من فتاوى مشايخنا رحمهم الله في اللجنة الدائمة، فالسؤال الذي أفتى له مشايخنا قد يختلف من وجه أو من وجوه، أو أن الشيخ أعمل أصلًا عنده من جانب قد تسمَّح فيه حسبما ورد في السؤال ولا يجوز في غيره. وللمزيد في ذلك ترقبه في كتابي (كشف العوار ) يسر الله إتمامه . قد تسمع من يعترض على هذه الرسالة ويرفضها، فاطلب منه أن يأتي بخلافها لقوله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. أخيرًا: لا يهولنك أمر الباطل، فإن للباطل جولة ثم يتلاشى. أسأل الله تعالى أن ينجينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ بلادنا من الشرور والتفرق، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ساهم في نشرها، فالدال على الخير كفاعله كتبه / د. صبري عبد المجيد 28 رمضان 1432 هـ | | |
|
|
|
|
|
|
جديد المقالات |
|
|
|
|
|
|
|
روابط ذات صلة |
|
|
|
المقال السابق
| المقالات المتشابهة
| المقال التالي
|
|
|
|
|
| |