الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد، فإن أجر العمل من صاحب العمل لا من صاحب السيارة، هذا أولاً وقد حُدثت من مثل صاحب السؤال – والعهدة عليه- أن صاحب البنزينة (محطة الوقود) لا يعطي أجراً، ويعتمد علي ما يأخذه العامل من العملاء وصورته السائدة أن العامل يفرض على العميل مبلغاً كجينة أو أقل أو أكثر حسب الحال وفخامة السيارة وهيئة راكبها ... ولا شك في جرم هذا العمل وصاحب العمل والعامل مسئولان عن هذه الجريمة التي تتمثل في أكل أموال الناس بالباطل عمداً مع سبق الإصرار والترصد . والصواب الذي يجب علي صاحب البنزينة وعامليها الآتي؟ 1- تحديد أجر من الصاحب للعامل مقابل عدد ساعات معينة ولا علاقة له بما يسمي" بالبقشيش" 2- عدم فرض العامل على العميل شيئاً، فإن أعطاه شيئاً من عنده بطيب نفس فله ذلك ولا بأس به إن شاء الله ، وإن لم يـُعطه شيئاً فيحرم عليه اعتراضه أو العبث في وجهه أو التكاسل في أداء خدماته .... الخ. قال تعالي :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..." وفي الحديث الحسن قال صلي الله عليه وسلم: لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، ومنها – وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه..." وفي الأنعام قال تعالي:" كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ". وفي المائدة قال تعالي:" وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ". فيهما النهي عن سلوك سبل الشيطان حال الكسل والنفقة ومعلوم أن الشيطان يُزيّن لأوليائه حسن القول والعمل ولذا حذرنا ربنا جل وعلا في سورة فاطر فقال:" إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ". |