الحمد لله وبعد فقد سبق الإجابة عن مثل هذا السؤال، وأعجب هنا فأقول بحديث أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا». أخرجه مسلم وأبو ذر صحابي عدل تربى بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم على خلق القرآن عقيدة وعبادة ومعاملة وأخلاقا وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال. ووجه الاستدلال بهذا الخبر أن المناصب هذه جزء من الإمارة، وهي بطانة فمن أتى بحقها، وأدى حق الله عليه فيها وكان له ذلك، ومن هو؟ وأين هو؟ وما صحبته؟ والأمر قد يكون له حكم في ذاته، وأخر بما يتفرع عنه. لأجل ذلك فإن أنصار السنة ليست سلبية، ولا هي في وادٍ والبلد في وادٍ آخر، فهذه سفسطة وجهل واضح من مدعي ذلك. وليعلم السائل والجميع أن ولي الأمر مطالب باختيار بطانته من أهل التقى والصلاح، ثم الأمثل فالأمثل؛ فإن عدم ذلك فالله عز وجل الملك العزيز الجبار يُعز دينه بالرجل الفاجر كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري، ونسأل الله العلي العظيم الهداية لنا ولأولياء أمورنا وأن يرزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على ما فيه صلاح البلاد العباد .. وليعلم السائل والجميع أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم...وأن الذي مكن أولياء الأمور هو الله تعالى لقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 258]، فمن أراد الإصلاح فليتخذ النبي صلى الله عليه وسلم له قدوة وأسوة، وليره كيف بني وأسس مجتمعا قويا أعز الله به الإسلام بعد ما كانوا كفارا يتنافسون في الإتيان برأس محمد صلى الله عليه وسلم وها هم صاروا أعلاما في دين محمد صلى الله عليه وسلم زكاهم الله ورسوله وصاروا ركنا من أركان الدين. فكلٌ يسأل نفسه ما السبيل إلى ذلك؟ ولا يضيع الوقت في تخاريف القول بما لا يغني ولا يسمن من جوع والسلام.
تاريخ الإجابة علي الفتوي 2010-12-14 |