الحدود - المجلس الحادي والعشرون => كتاب الحدود ۞ مساوئ الأخلاق ومذمومها - المجلس الخامس عشر => مساوئ الأخلاق ومذمومها لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي (ت ٣٢٧هـ) ۞ مساوئ الأخلاق ومذمومها - المجلس السادس عشر => مساوئ الأخلاق ومذمومها لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي (ت ٣٢٧هـ) ۞ مساوئ الأخلاق ومذمومها - المجلس السابع عشر => مساوئ الأخلاق ومذمومها لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي (ت ٣٢٧هـ) ۞ الحدود - المجلس الثاني والعشرون => كتاب الحدود ۞ مساوئ الأخلاق ومذمومها - المجلس الثامن عشر => مساوئ الأخلاق ومذمومها لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي (ت ٣٢٧هـ) ۞ الحدود - المجلس الثالث والعشرون => كتاب الحدود ۞ مساوئ الأخلاق ومذمومها - المجلس التاسع عشر => مساوئ الأخلاق ومذمومها لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي (ت ٣٢٧هـ) ۞ مساوئ الأخلاق ومذمومها - المجلس العشرون => مساوئ الأخلاق ومذمومها لأبي بكر محمد بن جعفر الخرائطي (ت ٣٢٧هـ) ۞ الحدود - المجلس الرابع والعشرون => كتاب الحدود ۞
مساوئ الأخلاق للخرائطي السيرة النبوية الصحيحة من مصادرها الأصلية كتاب القصاص
القائمة الرئيسية
 
 
البحث
 
البحث في
 
القائمة البريدية
 

أدخل بريدك الالكتروني لتصلك آخر اخبارنا
 
عدد الزوار
  انت الزائر :205823
[يتصفح الموقع حالياً [ 21
الاعضاء :0الزوار :21
تفاصيل المتواجدون
 

العلم يرفع أهله

المقال
العلم يرفع أهله
2687 زائر
28-09-2014
د / صبري عبد المجيد

العلم يرفع أهله
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله-صلى الله عليه وسلم-، وبعد
فقد أخرج مسلم في صحيحه بإسناده عن الزهري عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي، فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ قَالَ: "إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ"(1).
ذكره السخاوي (ت 902هـ) في باب الْمَوَالِي مِنَ الْعُلَمَاءِ وَالرُّوَاةِ من كتابه الممتع "فتح المغيث"، وأتبعه بما ذكره عن الزُّهْرِيِّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ، قَالَ لَهُ: مَنْ يَسُودُ أَهْلَ مَكَّةَ؟ فَقُلْتُ: عَطَاءٌ. قَالَ: فَأَهْلَ الْيَمَنِ؟ قُلْتُ: طَاوُسٌ. قَالَ: فَأَهْلَ الشَّامِ؟ قُلْتُ: مَكْحُولٌ. قَالَ: فَأَهْلَ مِصْرَ؟ فَقُلْتُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ. قَالَ: فَأَهْلَ الْجَزِيرَةِ؟ فَقُلْتَ: مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ. قَالَ: فَأَهْلَ خُرَاسَانَ؟ قُلْتُ: الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ. قَالَ: فَأَهْلَ الْبَصْرَةِ؟ فَقُلْتُ: الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ. قَالَ: فَأَهْلَ الْكُوفَةِ؟ فَقُلْتُ: إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ. وَذُكِرَ أَنَّهُ يَقُولُ لَهُ عِنْدَ كُلٍّ وَاحِدٍ: مَنِ الْعَرَبِ أَمْ مِنَ الْمَوَالِي؟ قَالَ فَيَقُولُ: مِنَ الْمَوَالِي إِلَّا النَّخَعِيَّ; فَإِنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ يَا زُهْرِيُّ! فَرَّجْتَ عَنِّي. يَعْنِي لِذِكْرِهِ عَرَبِيًّا، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَتَسُودَنَّ الْمَوَالِي عَلَى الْعَرَبِ حَتَّى يُخْطَبَ لَهَا عَلَى الْمَنَابِرِ وَالْعَرَبُ تَحْتَهَا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّمَا هُوَ أَمْرُ اللَّهِ وَدِينُهُ، فَمَنْ حَفِظَهُ سَادَ، وَمَنْ ضَيَّعَهُ سَقَطَ. (2)
والموالي من السماء المشتركة بالاشتراك اللفظي، الموضوعة لكل واحد من الضدين، فالمولى تطلق على المعْتِق المنعِم، وتطلق على المعتَق، وهو المقصود هنا.
ومن قبل السخاوي الخطيب البغدادي (ت462هـ) فقد عقد بابا في كتابه " الفقيه والمتفقه" ذِكْرُ مَنِ ارْتَفَعَ مِنَ الْعَبِيدِ بِالْفِقْهِ حَتَّى جَلَسَ مَجَالِسَ الْمُلُوكِ، وذكر بإسناده أكثر من أثر منها:
عنَْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: كُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ، وَهُوَ عَلَى سَرِيرِهِ، وَحَوْلَهُ قُرَيْشٌ فَيَأْخُذُ بِيَدِي، فَيُجْلِسُنِي مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَتَغَامَزُنِي قُرَيْشٌ، فَفَطِنَ لَهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: "كَذَاكَ هَذَا الْعِلْمُ، يَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا، وَيَجْلِسُ الْمَمْلُوكَ عَلَى الْأَسِرَّةِ"
وذكر بإسناده إلى إِبْرَاهِيمِ بْنِ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيِّ: كَانَ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَبْدًا أَسْوَدَ لِامْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، وَكَانَ أَنْفُهُ كَأَنَّهُ بَاقِلَاةٌ قَالَ: وَجَاءَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَطَاءٍ هُوَ وَابْنَاهُ فَجَلَسُوا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي، فَلَمَّا صَلَّى انْفَتَلَ إِلَيْهِمْ فَمَا زَالُوا يَسْأَلُونَهُ عَنْ مَنَاسِكِ الْحَجِّ وَقَدْ حَوَّلَ قَفَاهُ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ سُلَيْمَانُ لِابْنَيْهِ: "قَوْمًا"، فَقَامَا، فَقَالَ: "يَا بَنِيَّ لَا تَنِيَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، فَإِنِّي لَا أَنْسَى ذُلَّنَا بَيْنَ يَدَيْ هَذَا الْعَبْدِ الْأَسْوَدِ"(3)
وفي الإسناد قصة أخرى، وفيها قالت أم محمد بن عبد الرحمن المخزومي المعروف بالأوقص، قالت له، يابني: يَا بُنَيَّ لَا تَكُونُ فِي قَوْمٍ، إِلَّا كُنْتَ الْمَضْحُوكَ مِنْهُ الْمَسْخُورَ بِهِ، فَعَلَيْكَ بِطَلَبِ الْعِلْمِ، فَإِنَّهُ يَرْفَعُكَ قَالَ: فَطَلَبَ الْعِلْمَ، فَوَلِيَ قَضَاءَ مَكَّةَ عِشْرِينَ سَنَةً
المقصود: أن العلم يرفع أهله في الدنيا والآخرة
أما في الدنيا: ففيما ذكرت حيث جعل العبد سيدًا، وواليًا، وشيخًا يُسأل فيجيب
وفي الحديث المذكور عند مسلم "إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ".
إن الله يرفع بهذا القرآن أقوامًا حال العمل به، ويضع به آخرين حال تعطيل العمل به
والعلم قال الله جل وعلا، وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والصحابة -رضى الله عنهم- حملة هذا العلم ورثوه، وعلو به، وبلغوه لمن بعدهم.
وأما في الآخرة: ففي الحديث المذكور أيضًا، وقرينة ذلك في حديث النواس بن سمعان مرفوعًا
"يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَآلُ عِمْرَانَ. "(4)
وفي حديث أبي هريرة مرفوعًا، وفيه" مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ"(5)
"مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَهُوَ فِي النَّارِ"(6)
وهذا الحديث يرشد إلى التحذير من خلاف الأصل في طلب العلم، إذ الأصل فيه الصدق، والإخلاص لإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، قولا وعملا عقيدة وعبادة، ومعاملة، وأدبا، وأخلاقا، وسلوكا، والعلم بالتلقي الصحيح من القرآن، وصحيح السنة بفهم سلف الأمة الأخيار من الصحابة ومن تبعهمبإحسان، ومن وراء ذلك فضل الله تعالى، إذ يقول {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا } [الأنبياء: 79]، وفي الحديث الصحيح عن معاوية مرفوعا: "مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ"(7)
وهذا يرتبط بقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} [يوسف: 108]
وفيها فوائد أربعة:
الأولى: أصل العلم والفقه في الدين من الله وحده لا شريك له والطلب سبيل وسبب، وفي الأثر عن ابن مسعود: إنَّ الرَّجُلَ لاَ يُولَدُ عَالِمًا، وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ. (8)
الثانية: السبيل الحق هو الصراط المستقيم، وهو الذي بينَّه لأصحابه كما في الحديث الصحيح بطرقه عن ابن مسعود -رضى الله عنه- قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- خَطاً فَقَالَ: "هذا سَبيلُ الله". ثُمَّ خَطَّ خُطُوطاً عَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: "وَهذِهِ سُبُلٌ، عَلَى كلِّ سبيلٍ مِنْها شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ". ثُمَّ تَلا {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} [الأنعام: 153] إِلَى آخِرِ الآيَةِ
الثالثة: العلم شرط الدعوة إلى الله والكلام في دين الله، وهو البرهان والبيان، وطريقه القرآن كلام الله حقيقة من غير تشبيه و لا تأويل ولا تعطيل، ويفهم بمثله، وبالسنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبالمأثور عن الصحابة والتابعين الآخذين عنهم. وكذا السنة الصحيحة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتفهم بمثل ما يفهم به القرآن، وهما وحي الله عز وجل
الرابعة: الدعوة إلى طريق الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- بالشرط المذكور طريق مستقيم لا اعوجاج فيه
والحالة هذه لا تقتصر الدعوة ولا يقتصر العلم تلقيا وإلقاء على شخص بعينه، ولا مؤسسة بعينها
ولنعلم على إثر ما ذكر: أن العلم يثمر عملًا وعدلًا وتواضعًا وانكسارًا
والجهل يثمر تفريطًا وغلوًا وتنطعا وكبرًا وغرورًا
وليعلم من سلك طريق الدعوة تلقيا وإلقاء أنه ينوب عن الله ورسوله، وليعلم أنه موقوف بين يدي الله فليعد لقوله وفعله جوابًا
نسأل الله الستر والسلامة والفقه في الدين، والعمل بما نعلم،
إنه نعم المولى ونعم النصير
-------------

(1) مسلم(817).
(2) فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (4/ 398).
(3) الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي (1/ 140)إسناده صحيح إلى الحربي.
(4) مسلم (805).
(5) مسلم (2699)
(6) رواه ابن ماجه (253) (261)، والبزار (7295)، والطبراني في المعجم الكبير (199)، وغيرهم من حديث أنس، وأبي هريرة، وأم سلمة، وكعب بن مالك، وابن عمر، ومعاذ بأسانيد ضعيفة يجبر بعضها بعضا.
(7) صحيح البخاري (71)، ومسلم (1037).
(8) مصنف ابن أبي شيبة (26647)، بإسناد حسن



   طباعة 
0 صوت
جديد المقالات
أفأمنوا مكر الله؟ - ركــــن الـمـقـالات
روابط ذات صلة
المقال السابق
المقالات المتشابهة المقال التالي
اتصل بنا :: اخبر صديقك :: سجل الزوار :: البحث المتقدم :: الصفحة الرئيسية