هذا بيان للناس (2)
لا تخافوا على الإسلام
الإسلام له رب يحميه بنا أو بغيرنا ولكن خافوا على أنفسكم.
الإسلام باق ببقاء الله، عزيز بعزة الله ، منصور بقوة الله وقدرته
وإرادة البشر كل البشر بإرادته، ومشيئتهم بمشيئته، لا يُسأل عما بفعل وهم يسألون.
الإسلام باق ببقاء الله ، والله حىّ قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم
قال تعالي " اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ..."
وقال " إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "
وقال " يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُور اللَّه بِأَفْوَاهِهِمْ وَاَللَّه مُتِمّ نُوره وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
وفى صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا " إن الله يؤيد ( ليؤيد ) هذا الدين بالرجل الفاجر"
وفي صحيح مسلم وغيره من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً " إن قلوب بنى أدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء..."
والشاهد في قوله "كلها" وقوله "كقلب واحد" وقوله " يصرفه حيث يشاء" وبهذا يظهر قوله صلى الله عليه وسلم " إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر".
ونصرة الإسلام تكمن في اتباع أوامره واجتناب نواهيه من غير لم، وكيف ؟ ثم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، والله وحده المسئول عن الهداية، قال تعالى " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك ..." والشاهد في قوله " بلـِّغ..."
وقال " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة بحق للدعاة إلى الله ورسوله، والدعاة إلى الله ورسوله وهم الموقعون عن الله ورسوله.
مَنْ قدوتهم إذا لم يكن المصطفى المختار رحمة للعالمين قدوتهم؟؟
و مَنْ قدوتهم خَلف المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن الصحابة تربية النبي صلى الله عليه وسلم قدوتهم؟؟.
اللهم طهرنا من الهوى والزيغ، واجعلنا من الذين يتبعون الأثر، ويسلكون طريق السلف الصالح، فإنهم لم يدعونا في لبس من أمرنا.
فأي دعوة مزعومة ملحونة مخالفة لله ورسوله والصحابة وما جرى عليه العمل عندهم ومن بعدهم ممن على طريقهم، فهي دعوة زور وبهتان لم ولن تُـمَـكـْـن أبداً.
وإذا مُكـّـنت يوماً فلكشفها والإطاحة بها ، لتنخفض بعد رفعها، والله يعلم وأنت لا تعلمون، وما يعلم جنود ربك إلا هو.
وقلت وأقول ، إن الغاية قد تكون طيبة ولكن استحلال الوسيلة غير الشرعية المؤدية إليها سبب رئيس فى الفشل وعدم الاستمرار والضياع عاجلاً أو آجلاً.
وأما دعوى رفع راية الجهاد
أقول لهذا الفكر المتخمر ؛ أليس رفع راية الجهاد يعنى حمل السيف والسلاح لاستباحة الدم والمال؟ وهذا ضد مَنْ؟
أفيقوا وتفقهوا واتبعوا ولا تبتدعوا تُنصروا وتـُسعدوا وتـُكرموا في الدنيا والآخرة وإلا فلا!!
ولا يسعنى إلا أن أحذر الناس عامة، والشباب الأجرد الحماسي العاطفي، والملتحين الزاعمين تمسكهم بالسنة!!! خاصة،
احذرهم من هذا الفكر- فكر التكفير وعدم العذر بالجهل- المخرب للبلاد والعباد، وفكر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالقوة والعنف والشدة والاستبداد.
واحذر الجميع بتحذير ربّ الأرض والسموات الرافع الخافض المعز المذل العزيز القدير
قال تعالى" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
وقوله " وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ "
وقوله " وَاتَّقُوا فِتْنَة لَا تُصِيبَن الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه شَدِيد الْعِقَاب "
وقوله صلى الله عليه وسلم " مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إلى يوم القيامة".
الثلاثاء
7/9/1434هـ |