القائمة الرئيسية |
|
|
البحث |
|
|
القائمة البريدية |
|
|
عدد الزوار |
|
|
|
هذا بيان للناس
|
|
المقال |
|
|
|
| هذا بيان للناس 3098 زائر 12-07-2013 د / صبري عبد المجيد | هذا بيان للناس ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيى من حى عن بيّنة ملخص الأحداث الجارية في مصر، والتي صنعها الإسلاميون على حد زعمهم!! ما نراه اليوم لا يخلو من حالتين: الحالة الأولى: طلب الكراسي والثانية : دعوى الإصلاح. أما الأولى : فهؤلاء يُقرون بأن السياسة نجاسة، وعليه فليتنافس فيها من أرادها، وهؤلاء ليسوا بآوْلى من الأخرين ، أنت تريد ، وأنا أريد، والقوى يأخذ ويذبح ويأكل!! كل يريد الكرسي ويتكالب عليه، ولو بالدم وهتك الأعراض، مع أنه مستنقع نجس لا يطهر أبداً إلا بالطريقة التى أسسها المصطفى رحمة للعالمين الهادي البشير صلى الله عليه وسلم ، طريقة التربية، أقام بها دولة الإسلام وجري عليها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي إلا أن الدنس بدأ ظهوره بفتنة مقتل عثمان ، وفى خلافة علي رضى الله عنهم جميعا وظهرت الخوارج بأفكارها المتلونة بزي الدين ولسانه، وهكذا توالت الأحداث، وزاد الدخن، وانتشرت الدناسة من طريق المتشبعين بالفكر الفلسفي اليوناني وغيره وبتحكيم العقل في النقل. وعلى كل حال، طلب الكراسي في مثل هذه المستنقعات لا يناسب أبداً الدعاة إلى الله ورسوله، لما فيها من العقارب والحيَّاتـ والتماسيح، والخفافيش...، ظلم وكذب وخيانة وغش وتزوير وأخلاق سيئة...الخ والحرص على طلب الكراسي فيها يكشف حقيقة أدعياء الدعوة والإصلاح التي يدندنون بها لأنفسهم ولأتباعهم. وأما الحالة الثانية: دعوى الإصلاح ، وهى -إن صدقت- غاية طيبة ، ولكن يجب أن تكون الوسيلة إليها بالطريق الذى رسمه لنا الشرع الحنيف، وليس غيره، وهو المتمثل في قوله تعالى " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " وقوله في قصة موسى واخيه مع فرعون "... فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " ثم قوله " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " وفي حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم وغيره، قال صلى الله عليه وسلم " إن قلوب بنى آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء..." فمن أراد الله وطريقه فليستجب لهذا قولاً وفعلاً، ثم لا يضره من ضل إذا اهتدى. وفى شريعتنا الحنيفية السمحة الخاتمة، باب عظيم في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. ومن المستحيل أن يثمر ثمرته الحلوة المرجوة بالعنف والقوة واستحلال حمل السلاح والدماء. لا شك أن فاعل ذلك محدود العقل والفكر، جاهل بدينه، لا يحل له الكلام في دينه، وتحرم متابعته؛ لأنه يهدم ولا يبنى، يخرِّب ولا يُصلح. وليعلم الجميع أن الكون لله وحده خلقه وما فيه، لا يسأل فيه عما يفعل وهم يُسألون، ليس لنا إلا الاتباع والانقياد لما به أمر وعنه نهى وزجر من غير لما ولا كيف؟ نَـسْلَم ونسعد، ولا يضرنا من ضل. وبالنظر إلى حال الإسلاميين المنزعجين لما حدث، نراهم في تناقض عجيب وغريب وذلك من وجهين: الأول: أنهم خرجوا على الرئيس السابق وعزلوه وسجنوه، وهذا حرام، وإن كان ظالما جائراً، صحت السنة بذلك وصرحت. الثاني: أنهم استحلوا السيادة المطلقة لشعب مخلوط بمن يكفر بالله ورسوله، وبمن يطعن في القرآن وفى محمد صلى الله عليه وسلم وعرضه، وفى صحابته الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه. وبمن ينكر بنوة محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة. وبمن ينكر السنة ويكتفى بالقرآن، وبالكذابين ، والضعفاء والمتروكين، وبأصحاب الهوى والزيغ، وغير ذلك. شعب كهذا نجعله سيداً يُسمع له ويطاع مطلقاُ؟!! ثم رأيناهم تلاعبوا بصحيح وصريح الأخبار الكابحة للتصورات والخيالات الخارجة المتهورة، ووجهوها حسبما أرادوا واحبوا، ويتبعهم في ذلك الهمج الرعاع أتباع كل ناعق، فظنوا بإملاء وتسويل الشياطين أنهم على حق، فضلوا وأضلوا كثيرا!!! أما وقد صفقوا للديمقراطية فليشربوا من كأسها، وعليها فالرئيس مرسي ليس بأولى من الرئيس مبارك، والرئيس الحالي الموقت ليس بأولى منهما بعد، وهكذا ستتوالى الاعتراضات فمن صنعوا له السيادة المطلقة!!! فلماذا الغضب، وهنا وجه التناقض!! أنهم خرجوا فتمكنوا بخروجهم زمناً، فظنوا أنهم أصابوا السنة، ففرحوا به، وعاشوا في أوهامه، فلما خُــِرج عليهم من جنس فعلهم غضبوا غضباً شديداً إلى درجة الهذيان، ونسوا أو تناسوا أنه كما تدين تدان!!! وهنا التناقض الأخر، أنهم تبنوا الديمقراطية لما كانت لهم، وأنكروها لما كانت عليهم، وبذلك قد فتحوا باب السخرية والاستهزاء بهم وبغيرهم.. فرع: التوسع في دائرة جلب المصالح، وارتكاب أخف الضررين دون النظر إلى أصل المسألة ، والتبعات بعد، أمرٌ مخز فاضح. وعلى إثر ما سبق ذكره: سوف يتحمل الإسلاميون تبعه ما أحدثوه، ومن التبعات سوء رد الفعل على الأشخاص، والدعوة وأهلها، وعلى المجال الإداري في البلاد على عكس تصورهم وما كان يهدفون إليه على حد زعمهم. ولكن لما سوَّحوا دين الله إرضاء للناس والنصارى وللإعلام وغيرهم ورغبة في التمكين على حد زعمهم، ضاعوا وضيعوا. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال مَنْ أرْضَى الناسَ بسخَطِ اللهِ سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، ومن أرضى الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس" صحيح من حديث عائشة رضى الله عنها. | | |
|
|
|
|
|
|
جديد المقالات |
|
|
|
|
|
|
|
روابط ذات صلة |
|
|
|
المقال السابق
| المقالات المتشابهة
| المقال التالي
|
|
|
|
|
| |